الخرطوم – بريد السودان: توسعت أزمة المياه بولاية الخرطوم وفرض الوضع على مئات المواطنين للخروج في تظاهرات مساء الثلاثاء حاولت الجهات الأمنية التصدي لها في حين اتهم مسؤولون بالحكومة جهات سياسية "منظمة" بأنها وراء تنظيم التظاهرات بهدف تغيير النظام. ومع الأزمة بلغ سعر برميل المياه (25) جنيهاً، والجركانة جنيهين. ونشرت صحف الخرطوم تقارير موسعة عن الأزمة دون الاستفاضة في أخبار التظاهرات أو ذكر أرقام عن جرحى أو اعتقالات. وأغلق مئات المتظاهرين في الليل طريقا حيويا بشرق الخرطوم يقود إلى جسر المنشية الذي يقع على النيل الأزرق حيث تعاني الأحياء في تلك المنطقة ومنذ ما يقارب الشهر من انعدام مياه الشرب تماما رغم وقوعها بجوار النيل.

وبحسب شهود عيان تحدثوا لصحيفة الصحافة السودانية فإن المئات من النساء والاطفال والشيوخ خرجوا فى تظاهرة احتجاجية فى منطقة برى اللاماب على انقطاع مياه الشرب وانعدامها تماما لمدة قاربت الشهر ما اضطرهم الى حمل اوانيهم لجلب المياه من مربعات اخرى.

وردد المتظاهرون الغاضبون هتافات "الشعب يريد موية شراب"، واضرموا النيران فى اطارات السيارات، واغلقوا الشوارع بالحجارة، ما اضطر سائقى المركبات للعبور عبر الطرق الفرعية فى المنطقة، واتجه عدد كبير شرقا الى منازل المسؤولين فى تلك المنطقة، وسارعت قوات الشرطة وقوات الامن الى مكان المتظاهرين دون التدخل لحفظ الامن فى المنطقة.

ورغم أن وزير البيئة ومرافق المياه بولاية الخرطوم أجرى حوارا مع المحتجين وطمأنهم إلا أن المشكلة لم تحل، وكانت توجيهات الوزير بأمر شرطة الدفاع المدني بإحضار المياه للاهالي عبر سياراتها.

وكانت اجزاء واسعة من ولاية الخرطوم شهدت خلال اليومين الماضيين، انعداماً في مياه الشرب، وابدى عدد من سكان منطقة العزوزاب جنوب الخرطوم تذمرهم واستياءهم البالغ من تجاهل المسؤولين لشكاوى عديدة رفعها المواطنون بشأن انعدام المياه في المنطقة. مشيرين الى انهم يساهرون الليالي للحصول على مياه الشرب، رغم ان المنطقة تقع على بعد امتار من النيل.

وقال عدد من المواطنين انهم كانوا ينتظرون ان تأتي عملية تغيير شبكة المياه بجديد ، لكن الحال اصبح اسوأ من ذي قبل. وامتدت أزمة المياه إلى مدينة أمدرمان لتشمل منطقة الفتيحاب، وأبو سعد والمربعات، وأجزاء واسعة .

واشتكى أهالي المربعات بالفتيحاب من إهمال السلطات المختصة لمسألة توفير المياه، رغم الإفتتاحات التي تشهدها الولاية لمحطات تقوية وشبكات، وطالبوا السلطات بتوفيرها.

وبحسب صحيفة الرأي العام فقد إتهم المهندس خالد حسن إبراهيم مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم الذين طالب المتظاهرون بإقالته، جهات سياسية منظمة بأنها تقف وراء شح المياه، بإقفال الـ (بلوفة) في الشبكة!!.  وقال حسن لـ (الرأي العام) عقب تظاهرة أهالي بري بسبب إنقطاع المياه، إن هنالك أيادٍ عابثة صاحبة غرض تفتعل الأزمة لإستغلالها سياسياً، وأضاف: أحضرنا (تناكر) مياه للأهالي ببري، لكنهم رفضوها. وأوضح أن المسؤولين بالأحياء أوضحوا له أن معظم المتظاهرين لا علاقة لهم بمنطقة بري. وأكد حسن أن المحطات تعمل بطاقتها القصوى لضخ المياه، وأشار إلى أن إنقطاع المياه بمنطقتي الفتيحاب والمهندسين كان بسبب الإنقطاع الكهربائي بمحطة المقرن، وقال إن التيار عاد، وكذلك عاد إنسياب المياه طبيعياً.