الخرطوم: الشرق الأوسط

أول نجاح حققه الكتاب قبل قياس رواجه هو أنه جاء فى الوقت "المناسب"، ففيه دراسات عن شرق السودان والقبائل والإثنيات المختلفة التى تعيش هناك، وشرق السودان يأتي اليوم فى المرتبة الثانية فى الإهتمام الإعلامي بعد دارفور بسبب نزاعات تجري فيه تطالب بالعدل والمساواة والمشاركة فى السلطة..

الكتاب بعنوان "كسلا، القضارف، الأرض والعرق والشرعية السياسية فى شرق السودان" للكاتبين الفرنسيّين كاثرين ميلر وفرانسيس إيرتون بمشاركة عدة كتّاب آخرين فرنسيين وسودانيين، صدر الكتاب باللغة الإنجليزية، وتم "تدشينه" فى المركز الفرنسي بالخرطوم مؤخرا فى محاضرة نظمها مؤلفو الكتاب وعدد من المهتمين..

يرتكز الكتاب على دراسات ميدانية تقوم بدراسة تطور القوي السياسية والإقتصادية فى تلك المناطق التى يبلغ تعدادها 3.5 مليون نسمة، يشكلون 11% من سكان شمال السودان، ومراجعة المجموعات العرقية هناك التى تشكلت تكويناتها خلال الثلاثين سنة الماضية وهى "البجا، الشكرية، الهدندوة، البني عامر، الحلنقة، الرشايدة، الدبانية، الحمران، التعايشة هوسا، الفولاني، البورنو، اللحويين والأحامدة"، وكان التركيز فى الكتاب على دراسة مجموعات تعتبر مهمشة وهى الرشايدة واللحويين بدأوا يطالبون بحقوقهم وبالتمثيل السياسي، وكذلك دراسات للعلاقات بين المزارعين والرعاة، وتتبع التاريخ غير المعروف لبعض المجموعات ومنها التى جاءت من غرب أفريقيا، والنزاعات بين العرب وغير العرب، وتحليل دور الطرق الصوفية، ومكانة المرأة فى المجتمعات الرعوية، والشعر عند قبيلة البجا، كما به إحصائيات وخرط عن المنطقة..

يوضح الكتاب أهمية الدراسات الميدانية المنتظمة الجماعية للمناطق البعيدة عن المركز وذلك للتوصل الى فهم أفضل لحركة المجتمع السوداني حاليا، قبل التورط والسقوط فى مستنقع الحركات